رواية نهاية وعد الفصل الثامن 8 بقلم الين روز
– "باباكي كلّم غيث…
وقرروا يسرّعوا الجواز.
قرروا يكون جوازك آخر الشهر."
فضلت باصه ليها بحزن،
حتى مفكرش ييجي يطمن عليّا!
وقتها دخل "عمر" وكان مبتسم،
اتأكدت إنه لسه ميعرفش حاجة.
ابتسمت بهدوء وأنا لسه مش عارفة أعمل إيه ولا أقول إيه.
فقت على جملته وهو بيقول:
– "حمد الله على السلامة."
– "الله يسلمك."
وقتها عمر اتكلم وقال:
– "معلش يا خالتي، خالي عاوزك."
سابتني ومشيت،
في حين هو قرب وقعد مكانها وقال بصوت مبحوح:
– "كنت خايف…
كنت خايف تروحي مني!"
فضلت باصه له،
وعنيا ابتدت تدمع،
وهو كمل وهو ماسك إيدي:
– "تتجوزيني؟"
– "إي؟!"
– "مش هقدر أشوفك معاه.
شوفي إنتِ محتاجه إيه وأنا هعمله.
حتى لو عاوزه نسافر، نتجوز ونسافر… أي حاجة طلباتك هتتنفذ، قولتي إيه؟"
فضلت باصاله بابتسامة مليانة حزن.
للمرة التانية… عاوز يتجوزني!
كان زمانا متجوزين، كان زماني مطمّنة.
لكن لا الجواز اكتمل،
ولا الأمان جه!
اتكلمت بصعوبة وأنا لسه محافظة على ابتسامتي:
– "متأخر أوي…
جيت متأخر يا عمر.
كام مرة جيتلك وإنت كنت بترفض؟
كام مرة استنيتك وإنت…؟
عارف أول مرة نزلت فيها في أجازتك كنت مستنياك،
مكنتش مستنية تبرر،
على قد ما كنت مستنية تيجي وتقولي إني وحشتك.
أنا عندي كام سنة؟
بقالي 25 سنة عايشة في مر،
كنت إنت الحلو فيه!
مش كنت سألتني ليه باخد أدوية نفسية؟
علشان أقدر أنساك…
علشان عندي إحساس إني مش شخص كويس،
حد يحبه أو يكمل معاه.
بس إنت كويس يا عمر…
مش شبهم.
إنت كنت الأمان وسط مكان كله وحوش!"
لحظت دموعه اللي كان بيحاول متنزلش،
بصيت لعيونه بحب وحزن…
إزاي كل ده يصيبنا؟
بعدها عيونه بعدت عني،
وفضلت باصه بعيد.
كملت وقلت:
– "هو غيث مجاش؟"
– "مسافر… رن واتطمن عليكي."
هزّيت راسي بهدوء،
ورقدت ونمت وسايباه.
غمضت عيني وأنا بحاول أقلل تفكيري في اللي حصل…
وفي اللي لسه هيحصل.
ألف سؤال،
ومفيش إجابة واحدة قادرة تريحني.
فضلت نايمة لحد ما جالي ميعاد خروجي،
وكان عمر هو اللي اتكفل بكل حاجة!
هو اللي جابني، وهو اللي دفع المصاريف،
هو اللي كان جنبي…
بس!
خطيت أول خطوة تجاه الشقة،
بس بشعور مختلف.
يمكن كُره؟
أكاد أجزم إن وجودي في المستشفى أريح من الشقة بمراحل!
محصلش مواجهة بيني وبينه،
وده كان شيء مفيد ليا.
تجاهلت كل حاجة ودخلت أنام.
حاولت، بس كل محاولاتي فشلت.
ولأني كنت نايمة طول النهار في المستشفى،
قررت أنزل أتمشّى.
اتجهت ناحية البحر القريب من بيتنا،
وأثناء ما كنت بشم هوا عادي،
سمعت صريخ شديد،
كأنه نداء استغاثة لبنت بتقول:
– "الحقوني… الحقوني!"
أول ما سمعت الصوت،
مسكت طوبة من الأرض بس كانت كبيرة.
قربت من ناحية الصريخ بخطوات بطيئة،
وكان حظي إنه مدي ليّا ضهره.
خبطت الطوبة جامد على راسه… فوقع!
الصدمه كانت "مريم"!
بصيتلها بزعل،
وخدت إيدها وطلعت أجري أنا وهي،
علشان كان قرب يفوق.
بعد ما بعدنا عن المكان، وقفنا،
وأنا باخد نفسي بصعوبة،
وقلت:
– "مين ده؟ كان عايز منك إيه؟!"
ردت عليا بخوف وهي بتعيط:
– "ده كان خطيبي السابق… وكان بيحاول…."
سكتت وهي بتبكي،
فعرفت منها بحزن.
خدتها في حضني، بطبطب عليها وبحاول أهديها.
فضلت معاها لحد ما هديت شوية،
جبتلها عصير من سوبرماركت قريب من المكان.
قررت أوصلها، وبالفعل وصلتها.
لكن الغريب…
إني لقيت رسالة على الواتس منها:
> "أنا مش بحب أكون ليا جمايل عند حد،
فلو عايزة تعرفي كل حاجة عن عمتك،
وليه كلهم بيكرهوكي…
هنتقابل بكرة لو إنتِ عايزة كل حاجة تتفهم."
رديت عليها بالموافقة،
وقررت إني أرتاح شوية علشان بكرة.
وأول حاجة عملتها لما صحيت من النوم…
صلّيت،
وبعدين قررت ألبس وأنزل أقابلها.
وأول حاجة قولتها بعد ما سلمت عليها وقعدنا:
– "أنا جاية النهارده ومعايا سؤال واحد،
وعايزة إجابة…
ليه عمتو بتكرهني؟"
ردت بهدوء، وبنظرة كلها غموض:
– "يمكن عشان كنتي السبب في إنها أجهضت!"
#آلين_روز
#نهاية_وعد
